مرآة الروح

relations-humainesAmeni Boucif - أماني بوسيف

تعلّمت أنّ حبّ الخير للغير هو ليس فقط من كماليّات الإيمان بل هو جزء لا يتجزّأ من مسؤوليات كلّ إنسان. فرق شاسع بين السّعي لإسعاد النّاس و أنت تعيش أقصى المعوّقات و بين السّعي لنفر غيرك وأنانيّتك حتّى في السّؤال عنه وأنت في أسعدِ حالاتك، آه! لأنّك لا تتورّع عن النّطق بأيّ ألفاظ لتجرحه و تتمتّع بنشيجه ،


أفضّل سكوتك و عدم السّؤال عنه..لأنّك تافه!

مع مرور الوقت أدركت أنّ كل باب مغلق على شخص وراءه ألف كلمة، ألف شعور و ألف دمعة تروي آهاته، خيباته و سكونه الدّائم، فصمته ليس علامة رضا أو غموض، صمته هو القوّة هو التّحمل المستمرّ..حتّى إن كان يستلقي على فراشه و يتظاهر بالنّوم و حواسه مستيقظة و أنفاسه متلاحقة بعد إرهاقه الشّديد فهذا كلّ ما تراه، لن تسمع تمتماته بصوت مخنوق و دموعه الخفيّة، لم و لن يُتقن سياسة الشكوى و التذّمر.

أيقنت و بشّدة أنّ كل إنسان مهما كان يعني لك و مكانتك كبيرة في قلبه لن يتردّد للحظة في جرحك بمعاني ساخرة و الرّاحة تسري في أوصاله، أن يصّغر من شأنك صدّقني مهما كان في لحظة أنانيّة سيرمي بشعورك عرض الحائط.

فالأنانيّة و حب السّيطرة وقيم الإستنباط مغروسة في طبائع البشر إمّا أن تكون منهم إمّا أن تعاني منهم،..تجاهلهم!

!لا أعرف مدى قيمة أفعالهم و معتقداتهم الدّينيّة؟،

فاللّه تعالى أوصى بالحب و الكلمة الطيبة..ما قيمة كل هذا الجهد المبذول، كم أنتم بائسون ! كم أنتم منافقون!

عند مناقشتي لشخص لا أعرفه أدرك مدى تقبّلي لجميع الإختلافات لكن أنانيّة الغير المفرطة في الحُكم و آرائهم تؤكّد لي معادلة خاطئة أنّ اللّه خلقنا شعوبًا لنتخالف فقط لا لنتعايش و نُكمّل بعضنا و نؤطّر أفكارنا..اللّه ارحم أمّا نحن لا نرحم!

الموت قريب منّا،يخطف منّا جواهر، كثيرون لا يدومون يتسارع ليهمس في قلوبهم قبل آذانهم أنّه لا مكان لهم بيننا.. الموت أجمل حياة!

لكنّ الحياة تكون أجمل عندما تتحمّل و تصبر و تبكي و تكتم و تدعي اللّه في كلّ سجدة بعد كلّ خيبة و......، فحلاوة الإبتلاء أجمل..

كن صبورا حالِمًا فكلّ تنهيدة أو دمعة ليست هيّنة على خالقك..تنّهد بكلّ رضا،ٱمن بصدق عواطفك و عمق إيمانك، لا تُثنك المعرقلات بل تزدك قوّة، لا تجعل صوتك يحسّ بالإنكسار بل عد نفسك دائما بالإنتصار.

أماني بوسيف

 مرآة الروح