ما الخوف ؟
Nour Essid - نور الإيمان الصيد
أنه لعنة من لعنات السماء تنزل على الارض .. تقع على الرؤوس كطير الابابيل
كأنه مرض مزمن .. يلازم الانسان يجري في الجسم مجرى الدم في العروق !
مريض يتلطخ في وحل الاوهام ! يتخبط .. يأن .. يصيح .. رافعا راية الاستسلام و العجز
مريض لا حول له ولا قوة سوى الوقوف عند شرفة الانتظار ..
علمونا الخوف من المهد .. يوم حدثتنا امي عن "الغول" الذي لازمني منذ الرابعة من عمري
و لما كبرت اشتد اللعنة .. عندما قالت لي امي "انت الان في سن الرشد !" معلنة بداية حرب ضروس تتطلب الكثير من سفك الاحلام و الخضوع للوحش الدامي و هو "الرجل"
اي رشد برب السماء و سني لا يتجاوز ١٢ و بضع الاشهر؟؟
احتفضت بكل التساؤلات التي تكاد ان تخنقني.. جلست في زاويتي .. انفردت بنفسي .. شعرت للوهلة اني اغرق .. اشعر بإختناق و كاني احتضر !
او كأني في مخاض .. و اي مخاض ؟ انتظر مولودا لم اختره يوما !
شيئ ما بداخلي كان يدفعني للمكوث .. للمقاومة .. للصمود ! و السير في طريق البحث عن مقومات " البنت الصالحة"
في داخلي ينبثق صوت يردد " تمردي .. تصدي .. اهربي .. الى اين ؟ الى عالم المواجهة
مواجهة الرجال او احيانا اشباه الرجال ! الذين قمعوا المرأة في زاوية اشباع رغبات .. شهوات جنسية او ما شابه ذلك .. الذين اقروا أن الشرف "غشاء بكارة" .. الذين سلطوا مخالبهم ..
احدثوا دمارا داخليا صعب الإعمار .. و كأنها مدينة مر بها المستبد الجائر مهلكا ما كان جميلا فيها .. عزاؤها انها نشأت في مجتمع رجالي
بإمتياز !"
احسست حينها بنقمة عن كل رجال العالم .. نقمة لا حد لها عن ابن الجيران .. صديق والدي .. حارس المدرسة.. صديق الطفولة.. حتى ذلك الفتى الذي كان يبادلني رسائل لا أزال
احتفض بالبعض منها .. قررت التقوقع على ذاتي .. قضيت ليالي التحف تلك الصراعات اللعينة التي تكبلني .. التزمت الصمت .. من سيصدق ذلك الكم من الخراب الذي يسكنني .. ؟
نفس الخوف يجوب شوارع داخلي .. يتسكع بين طيات وجداني و يقف عند باب الألم و يرسي شراعه !
يقيم بين الحلم و الأمل و يحدث إغتراب روحي
نفس الخوف يلازمني عند عبور الشارع وحدي .. خوف حقير يخلف ايادي مرتعشة .. خوف يعزف على أوتار الحزن و يتقن طبخ الغدر و الخيانة ليكتمل طبق القهر .. يخلف حمى تفكير و هذيان
شخص أصابه الجنون حد النخاع ليغدو "معتوه" يجوب الأزقة .. معتوه يسخر منه المارة و يعاتبه الباعة و توبخه الجارة التي حاول الحديث معها !
خوف من الماضي و الحاضر و الآتي
من ماض أليم يولجنا في دوامة الندم و العتاب أم ماض جميل يكبلنا وراء أسوار الحنين
حاضر لئيم و مستقبل مجهول .. ضبابي يواصل سلسلة وجود رتيب لم نختره يوما ام يحمل معجزات تأتي لترضي النفس و تبعث أماني حان فجرها لتتحقق !
أما أنا أقف كجنرال مستقيل انحنى ظهره بشكل ملفت للنظر .. إنحنى و كأنه لن يستقيم أبدا
أتظاهر بالثبات لأنهار بين كتاباتي .. ليسكن التشاؤم أسطري فترتعش الكلمات معلنة عجزي !
أفشل كلما حاولت الكتابة على الفرح و كأني اخشي خيانة الحزن و مضاجعة نقيضه
نور الإيمان الصيد
Website Design Brisbane