لم أحصُلْ على ردّ

letter-motherNour Mansour - نور منصور

قِيل لي أنّ الفردوسٙ أسفلٌ أو لا يكون

و أنّ الأرض سائلٌ دبـق

و أنّ الموت و اللّسان واحد

لم أعي يوما الطّائل من المُتٙفٙوّٙهِ به

فلطالما ظننت أنّ المسكوتٙ عنه غائرٌ لا ينـام.

أُعاني من أزمة مُنفرجة لن تٙنْفرج: أنا عاجز عـن التعبير.

أشقّ رُبُع طريقي اليوميّ مُتناسيا مأزق الحياة الذي حملني على الإلتئامِ بالحُثالـة. لا أثر لأيّ جمجمة ناطقة تُخبرني أنّني حيّ مسجور.. إذن فأنا ميْت..

لا دواليب رنّانة و لا حتّى زوبعة تزدرد عظمي البالي و رأسي المُثقل بالهـواء، لا شيء

سوى جُرم سماويّ يتدلى فوق باب الحـانة.. و أنا.. أنا مشذوذ لا أُعير الدّرك إهتماما.

فأمشي كالمغلول، و بـي رغبة في نسْفِ السّكارى و السّاقي، فأملك المكان. لكنّني في غنًى عن ذلك الحُمٔق، إنّني أملِك الكون برمّته.. و السّرّ في ذلك أنّني عندما أُمسك الكأْس أُبْتٙلٙعُ و
لا أٙبْتلِع.

عيد ميلادها اليوم، خشبةٌ و سٙقْطة، إبرةٌ و قٙيْءٌ، و ورقة لُفّٙتْ ببؤس حول وردة، مُحاولة فاشلة لإقناعها أنّني لا أريدها

مِـن أٙجٙلِّ أوجه التعاسـة البشريّة أن يتمّ الإحتفال بيوم الميلاد.

ذاك كمن يحتفل بأول ضربة تلقّتها خصيتاه.. لست من المحتجّين في الصّفوف الأمامية، و لست من البؤساء الّذين يقفون خارج الحشد، أنا أسبحُ في البحٔر في إنتظار حفل الإختتام..

مٙا يُريعُني في الأمر و يسْتسيغ همّي أنّني

أذكُرُها

ذاتُ قضبان

لا تمشي على مهلٍ

فِطْرٌ سامٌّ ناخٙ على مقرُبة من قبري

كنتُ أعمل عربيدًا ليلا

و كانت تكتب لي..

و لأمّي و أبي

تخبرهما أنّني أخونها مع حوريّة

و أنّني صُوٙريّ خالٍ من الصّراحة

لكنّني لا أعرف من هي حوريّة و لا من هي و لا من هما والداي

أنا جسد لم يُعاقٙبْ

ضِلعٌ واحد بٙعْدُ و أفقد قدرتِي على الرقٔص

كنتُ أعملُ مُهرّجا في السيرك صيفًا

و كانت مارڨريت تتحرّش بي

تقول أنّه لم يسْبِق لها أن رأت مهرّجا يُدخّن

فأجيبها بأنّني لم أرٙى ساقِطة تعْمل في السيرك قبل الآن

تٙصْفعنِي و تردّد كلماتًا بالإيطاليّة لم أفهم منها سوى كلمة "باستاردو"

ألْقى نفسي مُتصدّعًا على الطريق الرئيسي بتعلّة مُحاولة الإغتصاب

أحْلقُ ذقني

و أسْبحُ إلى البيت

و أعُود إلى مهنتي القديمٙة..

فأذٔكرُها من جديدٍ

و شعرها السرياح

و الوٙرْدُ الأزرق يلثم ثغري

و هي تُراسلُ أمّي

تُخْبرها أنًها إحتالت على العالم يوم أنجٙبتني

أمّي تردّ بإمتِعاضٍ، تُخبرها أنّني إثْمٌ على عاتق من يُحبّني

تجيبها أنّها قرّرت أن لا تُحبّني بعد اليوم

و تنقطعُ الرسائل..

كتبْتُ لها أنّني أذْكُرُها

لم أحصُلْ على ردّ.

نور منصور

لم أحصُلْ على ردّ