لماذا أنا #1

majda-mansour-chroniqueMajda Mansour - ماجدة منصور

أستفيق  كما جرت العادة على صوت أمي القلق  العصبي  ،تصرخ بنا لنستعجل  في إرتداء ملابسنا   وإسراع كي لا نتأخر عن باص المدرسة ، في تلك الأوقات أتمنى أن أبي لم يسبقنا في النهوض أو أن ضيفا أو أحدا ما يحل على بيتنا لتهدء الأمور قليلا  ، فقد أصبح  منزلنا  في الأونة الأخيرةيسود عليه جو   من التوتر و الكرهية .

أصبحت اتجنبها قدر المستطاع أحاول أن لا أغضبها  ولا حتى أن أخوض أي حديث معها فنتيجة ذالك الحوار مهما كان موضوعه هي عقوبة النفي لمنزل جدي ، هكذا أصبحت بنسبة لأمي العدو المطلق الذي إلى الأن لم يعرف سبب كرهها له ،

. فمن المنطقي أن نكره شخص لسبب أو فعل بدر عنه لكن في حالتي الكره غير منطقي فهي أمي وأنا إبنتها   ، فكل مرة ترمقني فيها أمي بنظرة الكره تلك أحاول أن أراجع أفعلي لعلي أستهدي الى سبب هذا الحقد ،ربما قمت بشيء سبب نفورها مني ، تأخذني أفكاري الى حد الإنهيار  من شدة البكاء عند توارد تلك الأفكار إلى عقلي  ربما أنا متبناة ربما أنا لست من هذه العائلة ربما .......

تكمل الأفكار تواردها إلى عقلي تركت ندوبا نازفة تزيد ألمها أمي بتصرفتها معي.

أتنمى أن يكون كل هذا  كابوس أستفيق منه على صوتها الهادئ اللطيف  الذي كان قبل هذا التغير المفاجئ ، وبصيحة منها أعلم أنه واقع   مرير عليا تعايش  معه  .

_أسرعي فالحافلة على وشك الوصول

_حسنا

ياله من جفاء ذالك الذي تحمله أمي في عينيها ،أحمل حقبتي بسرعة خوف من أن يخرج إخواتي وأن يتركوني وحيدة معها  فتلك معاملة القاسية لا تطال أحد من العائلة  غيري ، أحيانا أبرر تصرفاتها أنه توتر بسبب أعمال المنزل  وكثرت مسؤليتها لكن لما تصب غضبها عليا هل لأني أكبر إخوتي   .

أقف أمام دكان والدي والقي عليه التحية  فردها مبتسما وسألني عن حالة الدراسة أجيب أنها بخير ، في أعماقي ليست الدراسة هي ما أريد التحدث عنه لكن تصرفاتي أمي وأترجع عن ذالك لمعرفتي أن أبي لا يرى أي مانع  في ما تفعله   ،لكن لما أنا فقط لما لا تعامل إخواتي بتلك الطريقة لما تعود أمي إلي طبيعتها  عندما أكون خارج المنزل ،ففي أحد الأيام تغيب الأستاذ عن الدرس  جعلني ذالك   أعود  مبكرة إلى المنزل وجدت كل عائلتي على سفرة يستعدون للغداء    وقد كانت والدتي في غاية الهدوء  والسعادة كما كنا في الماضي ،لكن ما إن دخلت حتى إكفهر  وجه أمي وإنقلب  الجو إلى جو  مشحون  بخوف  .

يتبع

بقلم ماجدة منصور
لماذا أنا #1