لا اتذكّرُ متى او كيف حدث ذلك ، رُبّما كان هذا يوم نظرت في عيناك مباشرة دون خجل، او يوم الذي مرّت فيه السّاعات معك دون ان اشعر، لا ادري.. باغتني حُبّك كحادث اَليم، كمعزوفة حزينة من فلم قديم، كمرض خبيث، كحظّ لعين، كصباح مُظلم، قاتم..

رُبّما احببتك منذ دهور،في زمن غابر.. قبلَ ان ترْكبَ درّاجتكَ الصّغيرة للمرّة الاولى، قبل ان اَستبدل خطواتي لِاقع من اعلى سُلّمِ عمارتنا القديمة...

قبل ان اُخلق،

قبل ان تُخلَق..

من قبلِ حتّى ان تُكتبَ الاقدار و تُقَسّمَ الارزاق ليغرقَ ذاك في البوءس و يُحشر ذاك بالنّقود حتّى التُّخمة... قبلَ ان تُغتصَب القُدس و تُلطّخ ازقّتها بالدّماء، قبلَ ان يَفقِد المشرق بريقه و من قبل ان يبيع العرب شرفهم و يُتاجروا بكرامتهم.. من قبل ان يثوروا و يُقتّلوا بعضهم البعض و من قبل ان يتمسّك القادة بالعرش قبل الارض و الوطن احببتُك، لا اتذكّرُ متى او كيف حدث ذلك.