كم أحتاجك يا هبلي
Maryam Mannai - مريم مناعي
أنا امرأة تحمل كلّ خطاياها و أخطائها كحريق فوق ظهرها و تمضي. تركب جناحي غيمة شاردة و تعبُر دروب الخيبة بيُتم الغريب ، تنفض الغبار و الضّباب الّدي يحجب عنها الطّريق كي تُواصل المسير بيد أنّه لا ينفكّ عن الظّهور كلّما خالت أنّه قد انقشع. رغم كلّ التّعقيدات و الغموض الّذي ألفّ به نفسي كشرنقة ، و يعتّم عليك الرّؤية..رؤيتِي
لست سوى امرأة لا تنتظر منك غير أن تمسح وجه الشّمس و تقطف قبسا من نور نجمة و تقدّمه لها على جناحيْ فراشة. امرأة تريد رجلا يختزل العالم ، يحمل رياح الشّمال بكفّه اليُسرى و قلبها المكسور باليُمنى ، تختزل أبجديّتُه أحلامها و أمانيها المُستحيلة و تتوسّط كتبَه المُصفرّة رقعةُ السّرابِ الّتي غرقت فيها ، يُوسّع حلقات الدّوّامة أكثر كلّما لاحظ أنّ نوافذ المنطق و اليوميّ طفقت تُسرّب العاديّ كأفعى لم تُغيّر جلدَها.
وحدها عيناهُ تهديها السّبيل و تُضيعها في مغاور التّيه و تنساها هناك..
كم أحتاجك يا هبلي لأقول لك أنّ صفعة الفراق قد أهلكتني و لوعة الحنين لم تترك في قلبي شريانا واحدا إلّا و اخترقتهُ ، تُسدّ أمامي الدّروب، تتسارع نبضات الشّوق ، و تُمطر السّماء يا وجعي و تضيق الأرض لتُجبرني على المشي تحت المزاريب.
أحيانا لا خيار متبقّ لنا سوى الغرق في وحل الأشجان ، كلّ شيء يُذكّرني بك ويجعلني أعتنق المازوشيّة لأدفع ضريبة حُمقي كاملة ، من قال أنّ الوجع سيّء. للوجع لونُ السّحب الحُبلى و رائحة الفراشات الّتي أحرقتها قناديلُ صغيرة اقتربت منها على وجه الخطأ..
وسّع حلقات الدّوامة كحقيبة سفر من أجلي و لا تسمح لي بالخروج مهما صرخت ، أريد أن أسكنك و أتماهى معك و فيك و بك..
مريم مناعي
Website Design Brisbane