كان ساديا بغيضا
Syrine Khlifi - سيرين خليفي
كان ساديا بغيضا .. مزيج من الغرور و الاستعلاء و النرجسية .. لم يكن يطيق اهتمامي بالتفاصيل الصغيرة و لا بالكتابة حتى .. كان وهما .. خيالا و كابوسا جميلا .. كان ألما لذيذا ممزوجا بنشوة زائلة .. ذهب و لم يترك غير الندوب .. كان ذلك موجعا .. و صادما و صارت كلماته تهوي كالصاعقة تهشم آمالي و أحلامي الوردية .. "كان كيما الڨمرة تبان
ليلة تضوي و ليلة هلال .. الهلال نصو شهوة
و القمرة ليلتها حب و لهوة
و تعنيقة و بوسة و سهوة .. و بعد البوسة ملام .. و بعد التعنيقة يوفى الكلام .. و الهلال كي يرجع .. يخليني ننسى الحب و الخنار نسمع
اي كان ..، "
حبيبي .. دائما ما تحدثت عنه .. اكتب عن الذكريات .. اتجرع الماضي و امشي طريقا مفخخا بالاوهام .. كان ذا كبرياء .. لا يطيق النقاشات الحادة و لا يطيق غرابتي المفرطة .
لا يطيق ثرثرتي يراها على أنها "مرج " .. مر الكثير و تجاوزت مرحلة الاشتياق و ضرورة وجوده لأستطيع قضاء يومي بشكل شبه عادي الى مرحلة النسيان على أمل ان الوقت سيمحي تلك الندوب و انه ذكرى تعيسة و حب فاشل لا غير .. الى جانب انه كان يزيد من تصغير حجم دائرة محادثاتنا و مواضيعها .. كان شديد التعلق بشخصية افتراضية تسمى katarina .. لطالما ظننت أن حبي لذلك المجهول لا نهائي .. تجاوز المعقول و المنطق و أزلت انا كل حدوده و جعلت منه حلما أبديا و طريقا جميلا محففا بالورد و النسرين .. أحسست لوهلة أني أنهار .. اسقط شيئا فشيئا و أتجرد من الحياة و أضع قناع الوحدة .. و أكبل نفسي قيودا فولذية صلبة و أسجن نفسي في صحىراء استعلائه بجريمة الحب "المفرط" كنت أعلم أن ذلك ظلم و غير عدل اطلاقا ! كنت أصرخ و أصرخ و أصرخ .. و أركض بعيدا .. أتعرى من طاعتي له و خشوعي لطلباته.. و أنام وحيدة .. في ليلة كتلك وجدت نفسي بلا مأوى .. حيث ظننت أنه مخبئي و مسكني و وطني و مكانا آمنا آوي اليه .. وجدت نفسي في ليلة أحصي النجوم و أحصي خيباتي المتكررة و البرد ينهش عظامي .. حيث ظننت ان حبه كان سيذيب ثلوج الوحدة .. كنت أتلوى وجعا .. حيث ظننت انه سيجعل من جروحي و ندوبي وردا و طيرا و .. قبلات ..
سيرين خليفي
Website Design Brisbane