كانت صداقة مزيّفة
Imen Tayari - إيمان الطياري
"انتهى كل شيء بيننا منذ هذه اللحظة!!", قالت ذلك والغضب يسيطر على ملامح وجهها.
غريب !! لم تؤلمني تلك الكلمات رغم قسوتها٫ فقد فقدتُ الثقة في تلك العلاقة منذ زمن.
كانت خيبة أمل، ألم طعنة في الظهر أعيشه منذ فترة وأكتمه، وكان جدالنا الأخير القطرة التي أفاضت الكأس، صرختُ بقوة ذلك الألم، وظنّتْ أنّ صراخي وليد اللحظة، فغضبتْ وقرّرت كتابة شهادة وفاة علاقة كنت قد دفنتها منذ زمن.
كانت خيانتها الأخيرة الضربة التي قسمت ظهري وشوهت تلك الصداقة. لا يمكن أن نطلق على كل ثنائي يتقاسمون روتينهم اليومي لقب أصدقاء، في رأيي يجب أن يتقاسموه بحب وشغف حتى ينال شرف الصداقة. أنا أحببت ذلك الروتين اليومي الممل لوجودها في تفاصيله، لكنها ملّته وعبّرت عن ذلك في عديد المناسبات "تتواجدين معي في كل مكان على مدار الساعة" تقول ذلك بسخط وعدم رضا فأبتسم وأتجاوز....
يبادرني الناس بالقول "أين نصفك الثاني" أبتسم كعادتي وأعجز أن أجيب أنّ "هذا التوصيف لا ينطبق على علاقتنا فأنا بالنسبة لها واحدة من العشرات في حياتها وجودي وغيابي لا يغيّر الكثير" .
بدأت العلاقة تفقد صدقها عندما لاحظتُ أنني واحدة من عشرات العلاقات الروتينية العادية في حياتها وجودي وغيابي متساويان، حزني وفرحي لا يعنيان الكثير، فقرّرتُ إيقاف هذا النزيف في داخلي، حين تشوّهت هذه العلاقة
بالكذب والخيانة والتجاهل.
لا أؤمن بكثرة العلاقات المزيّفة، كان شعاري علاقة واحدة صادقة وقوية تكفيني. كانت حقا نصفي الثاني كما يلقّبوننا، وفي الطرف الآخر كنت علاقة ضمن عشرات العلاقات التي لا وزن حقيقي لها. كانت صديقة الجميع تلتقي بالجميع تتحدث مع الجميع تبتسم للجميع تساعد الجميع، كانت مميّزة في حياتي وكنت واحدة ضمن الجميع !!
وأنا أكتب هذه الكلمات تذكرتُ تلك المقولة "من كان صديق الكل ليس صديقي".هل أبدو أنانية في هذا ؟؟ لا أظن... في عالمي العلاقات درجات وفي عالمها الكل على نفس الدرجة ولا أحد مميز، لكنها كانت مميزة بالنسبة لي !!
هل أبدو متطلبة ؟؟ هل كان من الأجدر بي أن أرضى أن أكون في كيس واحد مع الجميع و أقول يكفيني أنها في حياتي ؟ لكنني لا أؤمن بأنصاف العلاقات، أن أكون صديقتك أو أن لا أكون، أما أن أكون على نفس الدرجة كالجميع فهذا لا يرضيني ولا يرتقي إلى مرتبة الصداقة. الصداقة أسمى من ذلك بكثير!!
شكرا صديقتي تعلمتُ الدرس سأكون على نفس المسافة من الجميع حتى لا يخيب أملي مجددا، فقد كان هذا الألم كفيل بأن يعلمني الدرس.
إيمان الطياري
Website Design Brisbane