فقر النّفوس
Ameni Boucif - أماني بوسيف
"أحسّ أننّي في توتّر مستمرّ من أجل الإندماج في ~الحياة~ التّي تسودها المخاوف و الشّكوك و عدم الثّقة، أصبحت أخاف أن أفقد عقلي و أن أبحث عن حياة أخرى في حلمٍ ما...أشعر أنّي أعيش بين الحلم و الواقع"
نعم هذا هو الشعور الغريب الذّي يسكن كلّ منّا: إنّه الشعور بالذّعر من الإستمرار مع الشعور الممض الٱخر بالخوف من فقدان الحياة دون ترك بصمة فيها سوى الهروب.
وهبنا الله الحياة لنتضلّع القوّة لننهض بأنفسنا نحو المسار الصّحيح نحو الأمل فقط لا غيره، فلولا الأمل لذبلنا جميعا..
هذه الهبة من أصعب الإمتحانات، لا أحد يعرف كيف يتخطّى معاناته من مجتمع سخيف غارق في بحر عميق مكبّل بقيود، أنا لا أشتكي من الحياة أبدا ما يتعبني فعلا الأشخاص التّي تعكّر صفو أحداثي، الوجوه القاحلة الغير مستبشرة و المنافقة التّي صادفتها هي أخطر من كلّ أزمات الحياة.
كم نحن غرباء! كم نعشقوا تحطيم آمالنا بشكل جنوني!
منّا من يزعم أنّ الحياة هي"الموت الخفيّ": عبارة عن إنسان ميّت في نظر نفسه، هنا يكمن الموت في فناء الرّوح و لذّة الحياة، هذا النّوع من البشر ضعيف الإيمان و القدرة على التحمّل ولم يفعل شيئا سوى البحث عن الموت ليدفن أحلامه و طموحه في مقبرة الحياة وبذلك الأقدار لن تمنحه فرصة الإستمرار بدون أمل و ثقة بالله..نعم هو إنسان ميّت لأنّ الحياة لا تحمل فقراء النّفوس، الذّين لا يفضون أعمارهم في البحث عن الأشياء الثّابتة و الغير ثابتة للإستمرار، لا يعلموا أن الحياة ضياع.
"الإبتلاء" من هنا تبدأ المعاناة و جهاد النّفس..
كما قال صلّى الله عليه و سلّم: { أشدّ النّاس بلاء الأنبياء، ثمّ الصالحون، ثمّ الأمثل بالمثل، يبتلى الرّجل على حسب دينه في ان كان في دينه صلبا إشتدّ به بلاؤه، وان كان في دينه رقة ابتلى على قدر دينه، فما يبرح البلاء بالعبد حتّى يتركه يمشي على الأرض و ما عليم خطيئة.}
لا تكن إنسانا ناقصاً و قدّر نعمَ الله عليك، وإعلم أنّه لا وجود للرّاحة في هذه الدوّامة....
لا تحسد الآخرين فكلّنا سنموت قريبًا!
أماني بوسيف
Website Design Brisbane