عجوز
Asma Gharbi - أسماء الغربي
عجوزٌ هي ،تحمل بين ثنايا جبينها ثمالة ما يزيدُ عن عقدٍ من العُمرِ!
العمر، ذاك الذي يقاس بأداة الزمن ،ساعات و دقائق . ساعات ما قبل النهاية نهايةٌ حتمّية تقتلك في الزمن لتصبح أنت الزمن الذي تدور حوله الأحداث .
كلّ حيّ هو مشروع مقياس زمني لاغير!
أذكر أن الزمن أو تسمية الزمن قد إختلفت منذ يوم وفات جدّتي ،تسمية الأحداث تغيرت من ماضي و حاضر إلى زمن حياة جدتي و مابعده.
يومها أدركت ان الحياة كآلساعة تدور عقاربها لتعلن البدايات و النهايات فلكل منّا زمن وما إرتباطنا كبشر إلاّ صورة لتسلسل الزمني في الساعة ،الحياة ساعة موقتة تحتم الموت للإستمرار.
تدور الأحداث كعقارب الساعة والبشر فيها أرقام، لكلٍّ دورٌ
و لكل بداية نهاية .
وتدور الساعة دون توقف في انسجام رتيب و يُخلق من الموت الحياة...
ضللت أرمقها و وابلٌ من الأفكار في ذهني ينساق،
شعرٌ أبيض ،فحتّي الألوان تتركنا حين نكبر !تجاعيد تروي نضالات عمر و عكاز!
في كل خطوة كانت تهوي بثقل سنينها بكل ثقة متعثرة و لم يكن هناك غير العكاز يسعفها ،يسندها دون ملل ....فى كل مرة!
رمقت يديها، ترتعش في حركة لا إرادية ترفض الإستسلام لحكم القدر ، متمردة تقاوم العجز و إن إقترن إسمها بالعجز ،عجوز ترفض مضلمة القدر !
وقامتها كالنصب أبت تركيع الزمن ..تري في ضلها صبية بجسدٍ يماثل ساعة الرمل في إنحنائته ،أنوثة أستنزفت و تفاحٌ من صدرها سُرق طوعاً منها و لم يحن بعد قطافه ... كما سرق منها العمر
وفي عينها نضرة بألف معني و دمعت ترفض السقوط..... كبرياء امرأة لم يحنيها الدهر!
تقترب مني .........تقرأ تفاصيلها في عيني ........و تمضي تاركت نضرة ساخرة ........... و تترك فيا حيرتي و عجزي!
بقلم أسماء الغربي
Website Design Brisbane