عاشقة للرحيل
Emna Frawes - آمنة فراوس
جلس هناك ..أين إعتاد الجلوس دائما ، هناك أعلى المقبرة. أين يتخذ وليه الصالح منزله الأخير و الأبدي.جلس متربعا يفترش الأرض. جذب صخرة جعل منها متكاءًا، واضعا جيتارته خلفه ، أشعل سيجارة وأخذ ينفث دخانها بروية ،بدا مهزوما ،و عيناه معلقة بسماء.
دخانه يفتت تنهدات تحاصر روحه،يراقب في هدوء كل ما يحيط به وكل ما يحط به صامت لا يتكلم .كم من الوقت يلزمني لأنسى ؟ كم صلاة صليتها ولم أنسى ؟ كيف أنسى سيدة الأحلام ؟ وكيف لي أن أنسى وبين وبينها يكتمل كل شيء؟. لعلني إن تكلمت يومًا عنها سأشفى منها .
لم يغادرني الشتاء منذ زمن رغم أن كل ما يحيط بي يحملني إلى الربيع. : -قضيتُ أياما مذهلة معها. هي دائمة الحضور في الغياب.
هي لم تغب يوم عن ذاكرتي. عاشقة للرحيل هكذا دون موعد ،دون سابق إنذار كالريح العاتية، فلا تترك لي إلا شيء من العذبات و السحر .تأتيني بتعويذتها تسجن روحي وعقلي تأتيني في ليالياَ الهادئة الباردة، تنفث فيها نارا تدفء بها جسدي .كم هي رائعة أيامها لحن الحياة الخالد تنشده أينما ما ذهبت ،رائحتها في كل شيء، رائحة السواك و العنبر يخرج من رحم المطر الصيفي،جسد من نار وماء كتجارب الكميائي القديمة على قدر خوفك من نتيجة إلا أنك تخوض التجربة بكل شغف. تجارب في منتهى اللذة.تضربك بعنف ورغبة شديدين.تأتيني في سلام كقديسة، تضمني إلى نرجستين معلقتين في السماء كأنها تحتضن طفلها الأول،لكم تمنيت الموت هناك عند النرجستين. لكن كلما إشتممت رائحتها تعمقت رغبتي بالحياة أكثر، ناثرة شعرها الليلي فوق صدري،لتقطع بني وبين الرب توسلاتي أن يدوم عناقها إلى ما بعد الحياة.
مقبلة أنفي: كم أحب أن أقبل انفك صغير يغريني ، يعريني...>مسقطة وجهها المخملي نحوي < ساقبلك إلى أن يإخدك النوم مني >. ألاتعرف سيدة الكلمات أن النوم لا يطرق بابي في حضورها و بات أكثر في غيابها...ألا تعلم سيدة الحياة أن يوم ميلادي يوم تحط النورسة الجميلة فوق كتفي تأتيني حاملة بين يدها رائحة البحر تأتيني في حلة البحار الراجع بعد غياب .أعرف أن شوقها يحملها إلي في كل مرة ...تعابيرها مفضوحة ،لطالما أحبت النظر إليًا كأنها تكتشف ملامحي فكل مرة.
نفس النظرة التي رسمتها عينها أول مرة قابلتها فيها ...وأنا مثلها لا أنسى ولن أنسى لقائي بها منتصبة أمامي كنرجسة في أول أيامي الربيع كانت عبلاء وأنا عاشق هذا نوع من النساء ،أذهلتني وهي تنفث دخان سيجارتها بكبرياء ثم ترتشف كأس نبيذها بصمت وأنا من بعيد أسترق النظر إليها في هدوءما أعدته أبدا.فكنت لا أرفع عينيا عنها و أنا أعد أنفاسها كلما إقتربت سيجارتها من تلك شفتين بلون الكرز هناك اين يطيب العيش والموت على كل شطر منهما. فكانت توزع هنا و هناك إبتسامات ملوحة بيدها لأناس تعرفهم، بدت لي كساحرة الغجر لا تعرف أين يبدأ خيرها من شرها، عيونها تضيآن ليا الدنيا ما فيها زادني الكحل شوقا إليها.ثم اخذت تمر وحيدة بين الجالسين كباحثةعن شيئ ما، بثوب أسود الخفيف زين نصفه الأسفل بشيئ من الدنتالة الفرنسية. صمم لهذا جسد ِ الناري ...مضيئ كشمس خطوتين إلى الامام تجذب إليها كرسيا كان قريبا من طاولتي .ترمقني بنظرة خفيفة ثم تغمز إليا بطرف جفن عينها اليسرى جالسة أمامي مخفية عني نصف وجهها بوشاح ازرق ينزل من السقف ، واضعتا الساق فوق الساق فينزلق الحرير من على الحرير
أحسست برعشة في كامل جسدي تشعل به نارا لم تتطفأها،كلما حركت ساقهالعليا بلطف تارة إلى الأمام و تارة أخرى الى الخلف ليسطع نور سمرة العسل من بين الشراشف إلى داخل قلبيى حتى يكاد يخرج من مكانه فيمتزج دقاته مع حركة الساقين يكوننا لحنا يميل كل مافيا معها فأسكر على همس أنوثتها و يرفرف كل ما بداخلي على أمل ان تقترب منيأكثر وتطيب خاطري بشيئ من مسكها فتعيد لي بعض من روحي كانت قد اخذتها معها. تدعوني بعينيها اللوزيتين إلى أن أفرغ سمي على الشفتين المكتنيزتين، يزينهما الأحمر الأرجواني يعمق رغبتي في تذوق ريقها العسلي.كل هذا وهي ساكنة لا تتحرك ...وبدأت افقد صبري ...كيف لها أن تبقى كل هذا الوقت دون أن ترمقني ول بنظرة... تركتني أتخبط كسمكة صغيرة علقت بطعم...لم أشعر بالعجز أمام إمرأة قبل الآن ...وبينما كان يتخبط ...أسقطت عقد الياسمين على حافة حذائها...
خدر في مكانه نظر إليها ترفع عقدها وتمره في هدوء فوق ساقها بوجه مبتسم...لتقف من جديد متجهة نحو الندل لتملأ كأسها ...برز لي جسدها من جديد ...ملأت وكأسها وإتجهت نحوي تتميل كنسنبلة آخر الصيف ...وقبل أن تبتعد قمت بضربها ضربة خفيفة على مؤخرتها ...إلتفتت نحوي في هدوء بوجه كسماء...ضللت لدقائق أحملق في وجهاها ويدي مرفوعة إلى فوق ... كل شيء توقف فجأة وإنتظرت منها صفعة على وجهي ...وقبل أن أفيق سقطت نحوي مرتكزة بيدها على كتفي ...واقتربت مني أكثر فأكثر إلىأن لمس جزء صدرها ذقني ... كانت لذيذة ومتدفقة بالحياة لتهمس في أذني ، أن أردت إن تقع النساء في حبك تعلم إن تهديهٌن الورد ...سكت لأني لم أكن أعلم إن كلامها ذلك هو بداية العاصفة ...ومن ذلك أصبح لا يترك تلك الحانة..يعود في كل مرة باحثا عن صاحبة الإبتسامة الغامضة...وراح كل شيء يتبعه أينما ذهب ...
آمنة فراوس
Website Design Brisbane