ستتفتَّح و لو بعد حينٍ ..

reves-filleMaryam Mannai - مريم مناعي

لم تكن واثِقةً من أيِّ شيءٍ تَفعلُه، تحسبُ خُطواتِها آلاف المرَّات قبل أن تُقدم عَلى فِعل أيِّ شيء..تشكُّ حتَّى في مشاعرها، فيمّا تُريد و فيمّا لا تريد، مُشكلتها الوحيدة مَع نفسِها، حتَّى الكلمات تهرُب منها و الحروفُ تجذِّف إلى قارَّة أخرى بعيدًا عنها..

فقط تثق في حُلمها، تضعُه نصب عينيها و تتحدَّى ضعفها لتصِل إليه، لتلامِس نجْمتها التي تُغازلها كلّ ليلة و تحزَن جدًّا لو غاب عن مُقلتيها مرآها و لو لم تحضَ و لو لثوانٍ بدفئ بريقها..
ما يؤنسها في هذه الدوَّامة المسمَّات: حياة،، سِجّاد صلاتها، كوب قهوتِها المسائيّة، أنغامُ موسيقاها ، دندنة القيثارة و عبق القصص الهاربة من كتبِها..

تُناجي نفسها أن اصبرِي، غدك نور يطلّ من بين ثنايا الحلم، ستَرتدين الأبيض عمَّا قريب.. سترتدين السُّترة البيضاء و ستدخلين قاعة درسك لتُعلِّمي طلبتكِ حُبّ الحياة، حبَّ صيد الكواكب و ركوب الغيوم..حينها فقط يمكنك القول :بياض سترتي المختلط بنور الحُلم.. يليق بي .. لن ألقِّنهم تاريخ الأدب و لن أُجبرهم على حفظ معلَّقات العصور البالية بل سأُعلّمهم بأنهم هم التَّاريخ ، هم سيخُطون حروفا بلون الموج، هم سيرسمُون بريش الصُّقور لوحاتهم، هم من ستُعلَّق قصائدهم على أبواب القُدس و صوامع الأماني الضَّائعة..

تُناجي نفسها أن اصبِري.. انسي تردُّدكِ .. ارحلي و أحرقي خلفكِ جميع المراكِب، اسقي ورودكِ الذابلة و ستتفتَّح و لو بعد حينٍ...

ستتفتَّح و لو بعد حينٍ ..