سأرفع قلمي

deception-lettre-exSabrine Mejri - صابرين الماجري

عزيزي الذي لم يعد عزيزا قط :

نعم سجلت احترازك كوني ناديتك "عزيزي" فأنا لم أناديك هكذا من قبل ، لا بأس ستسجل العديد من الاحترازات اعدك .

كثيرة هي المرات التي أشعر بها بسخافتي لمجرد انني احببتك يوما .

كانت الحقيقة المرة الوحيدة التي كان علي ان اتجرعها صباحا مع دخان سجائري .

كانت ايضا مرة من المرات القليلة التي تقبلت امرا كهذا المصاب الجلل امام المرآة .

كانت تغيب عن ذاكرتي عديد التفاصيل لا لشيء فقط لأن قلبي كان يتعمد ذلك حتى يرتاح و يطمئن أنه لم يخطئ يوما في اختيارك .

قلبي الغبي ! كم أحبك و كم خذلته !

أحضر قهوتي و أفكر في ملامح وجهك ذات آخر قهوة تشاركناها ، كنت شاحب الوجه ، مرهقا متعبا ، تبوح لي بوجعك و تحكم قبضتك على يدي ، خلتك تتشبث ببصيص امل ما في عيوني ، لم يخطر ببالي يومها انك تسحب ما

تبقى مني من قوة لتستأثر بها وحدك .. كنت أعتقد ان قوانا موحدة ، لم ألحظ أنك عاجلا ما تمتص قواي مني .. فقط من فنجان قهوة مسموم .

أهرب من ملامح وجهك ، تحاصرني عيناك الكاذبتان اللتان لطالما تسولتا حناني و عاطفتي ، كنت تعلم أنني أحبك بشكل استثتائي .. انك كنت ابن قلبي ، قلبي الغبي ، الذي صدق و اكتئب فقط لأنك اوهمته انك ذو عينان

حزينتان ..

كل هذا كان قادرا على تشكيلي بالشكل الذي تريده ، تارة اصير أكبر من عمري بعشرين هما من همومك ، و تارة اصغر بعشرين دمعة من وجعك .. و في الحاليتين لم اكن الا سخيفة باحتوائك دون سابق علم انك تمتص ما

بقي عندي من روح .

حبك الكبير ، و ما تستوعبه من الاخرين ، و عطائك و كرمك و حتى وجهك الملائكي كان مني ..

زرعت داخلي عتمتك حتى تستمد ضوئي و تضيء للآخرين دروبهم .

حتى كفك التي تبلل للجائعين أرغفتهم اليابسة ، كانت قد قطعت نهر كفي لتفعل .

صراعك من اجل مبادئك كان من تلقيني دون حتى ان تعلم .

كنت ابني و تعلمت كلي-بدون وعي- و انت في نفس الوقت تسخر مني عندما اناديك بابن قلبي .

ينتابني نفس الشعور الآن يا عزيزي و انا اعترف لقلمي بهذا لا لملامح وجهك الكاذبة .

سأرفع قلمي ، لكن لن ترفع عن هالتك كذبك .

صابرين الماجري
سأرفع قلمي