ذاكرتي ترهقني
Amel Meniaoui - آمال المنياوي
لا أدري كم سيدوم وجع الحياة هذا ، أعلم أنّ اللّٰه عليم بكل شيئ وهو الوحيد القادر على محو حزني هذا ، لكنَّ داخلي مشوه بالآلام ، بيت عزاء ، حيث أنني لا أحزن لوجع واحد بل إن وجع واحد بإمكانه نبش ترسانة الأوجاع النائمة داخلي فتستيقظ و تثور كأطفال جياع، تأخذني إلى مواقف موجعة ، حيث خُذلت وحيث تساقطت عبراتي وحيث فقدت أمّي و حيث لاقيتها وحيث أعدت فقدانها . كان لا بد أن أضحي بأمي من أجل أبي أو العكس أيضا ،
كنت مخيرة لابد لي من سند واحد في حياتي .. الحياة أبت أن تمنحني سندا قويا أما و أبا معا في منزل واحد كان لا بد لي من التفريط في أحدهما من أجل الآخر .. أمّي وأبي خطاّن متوازيان لا يمكن لهما اللقاء أبدا ، هذه هي القاعدة التي خرجت بها من فترة إقامتي مع أمي ثمّ مع أبي ..
أظن أن وابل الحب الذي كان بينهما قد تحوّل في لحظة غضب إلى كره شديد وتطور مع الأيّام ليصبح كرها حدَّ الموت .. ذاكرتي الحمقاء التي تأبى نسيان أي تفصيل .. ذاكرتي التي ترهقني بتدوينها لكل المواقف الموجعة ، تنحت لهم مكانا في ذاكرتي كي أتألم كلما نفث أحدهم على رحيق الذكريات .. كثيرا ما تأخذني ذاكرتي إلى مواقف شتّى مؤلمة جدا أظن أنني تخلصت من وجعها لكنها مازالت راسخة هنا داخلي ... أتعلمين ! أوجاااع كثيرة ترهق روحي تجدد يوميا مع المواقف التي تحدث في هذا المنزل الصاخب دونك ..
أوجاع كثيرة كنت تخففينها عليّ و تواسيني لأنساها .. أنت تعلمين وتشاهدين كل ما يحدث هنا فلا داع أن أخبرك فقط توسلي لربي مكاني أن يخفف الوجع الذي يرهقني ويأكل حتى فتات روحي لأنني لا أجد متسعا من الزمن إلا لأدعو لكِ أن يسكنكِ ربي فسيح جنانه ...
آماليّات تصبحون
آمال المنياوي
Website Design Brisbane