خذلها
Khawla Jbeli - خولة الجبالي
هذا الشتاء سيكون مختلفا بالنسبة لفتاة فقدت شخصا أحبته..
هذا الشتاء سيكون أكثر برودة و أشد عليها من ذي قبل..
سيكون من الصعب على هذه البريئة أن تشعر بالدفئ بعدما كان ذلك الشخص مدفئتها.. و بعدما كانت ترتمي في أحضانه في كل لحظة من لحظات الشوق و الحنين..
لقد كانت العلاقة التي تقيمها في نظرها من نوع خاص و كانت تظن أنها هي و هو حبيبين مختلفين و أن حبهما سيكتب عنه في القصص و الروايات
لقد قدمت له كل طاقة الحب و العشق و الوله
كانت تراه رجلا مثاليا و كانت تسعى فقط لارضاءه .. هي تحاول جاهدة أن تحافظ عليه، هي لا تستطيع حتى أن تتخيل الحياة بدونه.
كانت صغيرة في السن فهي لم تتجاوز السابعة عشر من عمرها
مسكينة هي.. لقد كانت أمامه ضعيفة مستكينة.. فهي قبل أن تلتقي به لم تدرك معنى الحب و لما أدركته غرقت في أحلامها.. أحلامها التي لم تتعدى الأفلام الرومنسية و الروايات و كتب الأشعار
لكن هو كان رجلا ذكيا و قد استغل صغر سنها فمن البديهي أن أجمل ما في قصص الحب بداياتها فقد أسمعها كل عبارات العشق و الدلع .. جعلها تنتشئ و تتأجج مشاعرا و أوقد فيها شعلة من الحب كان من الصعب عليها اخمادها في ما بعد.. كان يطلب منها الكثير و لم يقدم لها الا القليل، هو شحيح حتى في مشاعره لقد كان وقحا عندما استغل قلة وعييها و حبها الصادق
لقد عاملها ببرود بعدما علمها طرق اللهفة و الاشتياق
ثم..
ثم خذلها.. بدون سبب تخلى عنها..
أرادت أن تسأله ما الذي حدث؟ و ما سبب تخليه عنها؟ و هل بدر منها فعل أزعجه؟
لكن احتفظت بكل تلك التساؤلات لنفسها على أمل انتظار عودته و اختارت أن تسأله عند اللقاء به
لكنها علمت قبل بضعة شهور من أحد أقرباءه أنه تزوج زواجا تقليديا.. هكذا هو الرجل الشرقي مهما خاض في قصص الحب فلن يتزوج الا من اختارت أمه..
لقد صدمت بسماع الخبر و في تلك اللحظة فرت منها كل الكلمات و الأحاسيس.. لم تقل شيئا و لم تشعر بأي شئ لقد أصبحت غريبة عن عالمها..
فأن نغترب هو أن نصبح و نحن أحياء كمن في القبور بلا صوت.. بلا خفقان.. بلا دوي..
لقد أدركت مؤخرا أن ذنبها الوحيد هو حبها له بتملك..
أن ذنبها هو اهتمامها الزائد
ان ذنبها هو الاخلاص و الوفاء و ثقتها العمياء
بقلم خولة الجبالي
Website Design Brisbane