...خاطرني مرا

fillette-triste
Syrine Rhouma - سيرين رحومة


ملّي حلّيت عينيّا

نلقى أمّي لاهية بيّا

وكّلتني ,كبرتني ومن نسمة الهوا خافت عليّا

بابا ماكنتش نشوفو ديما

بابا كان راجل زمني و صعيب

يخرج و مايقولش وين مشا

أمّي كانت تقلّي بوك خرج يخدم باش يصرف علينا

ساعات يغيب بالجمعة بالجّمعتين لا نعرفو عليه على موت و لّا على حيا

..كبرت بين ايدين أمّي و خويا الكبير وبابا الّي نشوفوا مرّة في الجّمعتين

و بقينا على عاك الحال سنين حتّى غلقت العشرين

عدّيت هاكالأعوام و أنا بين اللّيسي و الدّار

لا نعرف خرجة معا صحاب و لاتوخيرة بعد الوقت بدرجين

..نوخّر ؟؟ كان نوخّر ماو تو ناكل طريحة من عند بابا و ماعادش يخلّيني نمشي نقرا

و كان نوخّر شكون باش يحط ال خويا لعشا ؟

شكون باش يغسلّو صحنو ؟
..هوّ مسييكن يديه بالحنّة ياكل و يقوم و يمشي يشبع بالنّوم .صحّة ليه

مانعرفش علاش هالصّنعة كبرت فيّا

نخدم في خويا و بابا ,حسّيت روحي عبدة عند أقرب النّاس ليّا

من الصّغرة نشوف في النّاس تبجّل في خويا عليّا

ونقول علاش ؟

علاش كيف يغلط يقولو ميسالش هوّ راجل

و أنا اذا غلطت مانترحمش و مايقولوش عليّا صبيّة ؟

هوّ كيف كان صغير يكوّر و يروّح عقاب عشيّة

...و أنا نلعب قدّام باب الدّار مع البنيّات نروّح ناكل طريحة و مانعرفش ذنبي شنيّة

في العشا و في الفطور

اللّحمة الكبيرة تتحط في صحن بابا و خويا

: كيف نسأل علاش تقلّي

امّالا ؟ هوما الرّجال , بوك يخرج يخدم يلقّط في الخبزة يروّح تاعب

... و خوك يخرج الصّباح يجي اللّيل

هههه لا الحق تاعب برشا

وهوّ يعدّي النّهار من قهوة القهوة

من جريدة الجريدة

,هاو حكا معا حنان  

هاو شيّع مفيدة

يتعب مالا مايتعبش ؟

..خاطرني مرا

ماعنديش الحق نكمّل قرايتي  

ونتعلّم و نشد خديمة

الله غالب أنا تخلقت للمسحان و التسييق و ال... والكوجينة

خاطرني مانيش راجل

تحكّمّ علّيا نعيش في الدُّمار  

نتقيّد بسلاسل عقليّة حجر

حرمتني نكمّل مستقبلي , حكمت عليّا بعد الباك نشدّ الدّار

..باش كيف بابا يجيبلي عروس نخدموا ونلبّيلو طلباتو و نكوّنلو عيلة و صغار

... وأنا تلقاني نحلم

نحلم بنسمة حريّة نحلم براجل يعطيني كاري ويحنّ عليّا

نمشي أنا ويّاه نفس الثّنية

موش يسبقني في الشّارع هوّ القدّام وأنا التالي

علاش؟

كيما هوّ باش يعيش باي في زمانو

حتّى أنا مرا عندي الحق نعيش بيّة في زماني

يعوّضلي بقعة أمّي الّي تلهات بيّا في صغري

و بلاصة بابا الّي ناوي يبعثني الدار راجلي و ينساني

بابا الّي خدمتو بعينيّا

بابا الّي حبّيتو وقدّرتو مهما قسا علّيّا

بعد ليلة عرسي نسا الّي عندو بنيّة

لاسأل على حالي و لا علّي صاير فيّا قال شنوّة أنا ولّيت تحت ذمّة راجل و ماعادش صبيّة

...خاطرني مرا

حلمت سنين و سنين

حتّى بعد ما عرّست , العيشة هيّ هيّ

راجلي حصرني في الدّار

لا دلّلني , لا حن عليّا و لا خلاّني نطل على أمّاليّا

... خاطرني مرا

نعيش محرومة , مغمومة , مخنوقة و في وسط قفص محصورة و فلّخر نعنّق تراب

و الحلم الّي حلمتو في صغري و في شبابي بالوقت عرفت الّي هو سْراب

تحكم عليّا نمشي على السّطر الّي سطّروهولي

نضحّي على جال عباد في الجّفى و العدم عيشوني

من برشا حقوق حرموني

...حتّى من صوتي خمدوهولي

...خاطرني مرا

بقلم

سيرين رحومة



...خاطرني مرا