حبيباً لا يحب
Yosra Missaoui - يسرى الميساوي
السابعة بتوقيت الحب..
دقت ساعة قلبها .. لا زالت معدلة على هاتفه الصباحي
فتحت عينيها ملء حدقتيها كطفل يقاوم النوم بصعوبة، يغفو و يستيقظ مرعوبا.. أما هي فلم تكن تقاوم النوم بل كانت تقاوم اليقظة.
جالت بعينيها المرهقتين ارجاء غرفتها زهرية اللون (لطالما كانت تحب اللون الزهري و ترى الحياة ربيعا مزهرا )
كانت تردد في قلبها " أنا لم أستيقظ بعد أنا غارقة في حلم ما "
" أنا لم أستيقظ بعد لازلت مستغرقة في حلم ما"
أمسكت هاتفها، تأملته قليلا، لا شيء جديد، هاتف بلا نبض بلا حياة..
تسارعت دقات قلبها، لا بل وخزات قلبها المؤلمة
رفعت رأسها بتثاقل نحو شباك الغرفة
إخترق حدقتيها نور النهار، أدركت بمرارة أنها على قيد اليقظة ، اغلقت عينيها بشدة.. دست رأسها في وسادتها محاولة عبثاً أن تهرب إلى النوم من جديد.
الهروب إلى السرير، إلى النوم، هذا كل ما أصبحت تجيد فعله منذ ذلك اليوم، منذ تلك الخيبة..
هل قلت السابعة بتوقيت الحب!
عفواً كنت أقصد السابعة بتوقيت الخيبة!
لم تكن تدرك أن الخيبة هي الوجه الأخر للحب. أو بالأحرى لم تكن تريد إدراك ذلك!
هي تماماً كما قال آينشتاين "مجنونة " "فالجنون هو أن تتصرف دائما بنفس الطريقة و تتوقع نتيجة مختلفة" !
لم تكد تشفى من خيبتها الأولى حتى صفعتها الثانية!
شديدة السذاجة .. لا تملك سلطاناً على قلبها !
كانت تقرأ كثيراً لتتداوى من وجع قلبها الأول. قالت أنها حصنت نفسها بكتابات "أحلام مستغانمي" و بتجارب الأصحاب و الأجوار و أنها لن تعيد الكرة و لن تقع في نفس الخطأ مرة أخرى..
كانت تردد بإستمرار "لا يلدغ المؤمن من جحر واحد مرتين "
و جعلت من هذا البيت شعارا لها
"إن الهوى لهو الهوان بعينه ... ما ذاق طعم الذل من لم يعشق "
ولقد ذاقت طعم الهوان مرة ولن تسمح لأحد أن يسقيها مرارته مرة أخرى!
كان هذا حديث العقل والحكمة
حتى التقت به في قطار الحياة، جاءها كسحابة صيفية ناعمة، ظلل جراحها وقاها أشعة الشمس الحارقة.
كان يعلم جيدا أنها لا تطيق حرارة الشمس و قد أحسن آداء دور الغيمة القطنية.
ذهبت بعقلها كله مسلحة بمواعظ "أحلام" و عادت بلا عقل و بلا قلب..
جاءها كسحابة ناعمة أسدل ظلاله على قلبها و روحها، و رحل مخلفاً وراءه الكثير من المطر، فيض من دموع القلب.. و بركان حارق ألهب روحها..
لا المطر أطفأ نار البركان ولا جفت أنهاره من شدة حرارته!
كان هينا عليها لو احتملت حر الشمس !
تركها تحترق بجمر الحب، تندب خيبتها، تلعن طيبة قلبها .. سذاجتها .. اندفاعها.. ذلك الفيض السائل من مشاعرها..
احترقت حتى صارت رمادا يخفي نارا لم تنطفء بعد..
استمرت على هذه الحال لأيام، لأسابيع .. حتى ذلك اليوم الذي قررت فيه أن تجعل من ربيع قلبها خريفا يتساقط فيه كل من علق في قلبها على وجه الخطأ مخلفا ندوبا..
تأملت جدران غرفتها زهرية اللون و تمتمت : " لا بأس باللون الأحمر القان المائل للسواد، أعلق عليه لوحة لمحمود درويش كتب عليها "أنا العاشق السيئ الحظ" أتصبح بها كل يوم كي لا
أنسى أن ألعن حظي و أردد تبا للحب.. تباً لمن اخترته حبيباً لا يحب!!
يسرى الميساوي
Website Design Brisbane