بين زمن أنشده و اخر اعيشه..

reve-amourSyrine Rhouma - سيرين رحومة


أنا مجنونة .. أغمض جفوني فتترائى لي كلييوبترا اية من الجمال تحدّثني عن أنطونيو تروي لي قصة عشقها و مدى تجلّدها و لحظة انتصارها على أعداء الحب تناديني غوينيفير بنبرة ملوكية , ارستقراطية و تلوّح لي من بعيد كطفلة حالمة

.. تسردني في شيء من الأنفة ملامح لانسيلوت , تصف أدّق تفاصيله , ترسمه في خيالها و تتمعن في تلك الصورة بأعين باكيه .. في ذاك الان يخطفني العبير الاغريقي و يجول بي على جناحه في أزقة الزمن الغادر , فأرى قصورا و عبيدا و جوار و أرى أورفيوس عاشقا يرثي في خلوة روحه حبيبته  و يشكو الى السماوات و ما بينها و يبيت الليل يرعى نجومها و يسّلمني رسالىة حب لا تنتهي الى وارودايس ثم يمضي باسما ..

و من الاغريق الى بابل حيث الليوث قد افترست قصة حب تيسبي الاهة العشق و غادة نساء بابل يشكوني الأسد بشاعة فعله و يقسم باسم الحياة و الاهها أنه لم يكن يوما قاتل العشاق انما عقلية الاخرين هي كذلك , ثم يداعب أذني نغم عذب أشبه بترتيل عندليب نشيد الكون  , هو صوت فيكتوريا أسمعه من بعيد و كأنه نذير ثورة , تدعوني للاقتراب حتّى يتسنّى لي أن أرى شبح ألبرت في مقلتيها و بدون بنت شفة أدرس علم الوفاء و التجلد منهما...

هنا وراء جفوني الناعسة أرى قيس و ليلى , أرى الحب يخلق بأيدٍ نقية طاهرة , كيوبد يشير بقوسه الى فؤاد بينولوبي و جولييت حتى أصابهما عشق أزلي عجز الكفن عن محوه و احتضنته كتب التاريخ بنشوة و شوق و فخر تعده أنها مهما بهت لونها ,لن يبهت أحمر العشق في صفحاتها.. و هكذا , أفتح عيناي في شي من السّلو و الخفّة لأجد نفسي أعود الى واقع مرير فيه يعذّب المرء علنا و فيه يمارس الحب في الخفاء.. فماذنبي أنا اذا بقيت روحي عالقة في زمن الحب الصادق و جثّتي تراقص السّراب على ألحان الأسى في زمن الكوليرا ؟..
بقلم
سيرين رحومة

بين زمن أنشده و اخر اعيشه..