النوم منقذي

escape-sleepIbtissem Ghozzi - إبتسام الغزي

أيقنت في اللحظة الأخيرة ان سكرات الالم قد غدت اكثر من العادية تأقلمت مع وجعي إلى حد اللامبالاة .. نعم اللامبالاة .. حين اصبحت لا أكترث إلى مقدار السكر في قهوتي فحتى مرارتها أصبحت مألوفة و أنا التي كنت لا أقدر ان اشربها دون تلك الحبيبات البيضاء التي تضفي الحلاوة لقوهتي و لمزاجي أيضا ..

عندما صار صوت هطول  المطر  لا يشدني ابدا و انا التي كنت قبلا اسارع لأرى نزول قطرات المطر من نافذتي لتبعث موجات أمل فيا .. شعور اللامبالاة يجذبني و أنا انجر إليه دونما إرادة كأني قطعة حديد  اعترضت طريق  مغناطيس لم يعد يهمني ما حدث و ما يحدث او ما قد يحدث و لو بعد حين الما كان او فرحا لا يهم حتى الكتابة اصبحت أتجاهلها كثيرا ..

أكتفي بالقيام خمس مرات في اليوم لصلاتي كنت محظوظة أن احساس الامبالاة و البرود لم يمسس عبادتي و طقوسها . أتقمص دوري جيدا نهارا و أعود لصمتي ليلا  تستيقظ ذاكرتي فيبدأ العرس الأسود في ذاك الجزء من رأسي  تقام الطاولات و تتسامر ذكرياتي لتفرحني ساعة و تحزنني أكثر ذاك العرس الأسود الذي تقيمه ذاكرتي لطالما أرغمت على حضوره كل ليلة كان الحضور الجوهري للماضي و بعض مما اريده في المستقبل اما باقي الضيوف فيحضرون بهدف الفرجة فقط  أما عن الأحاسيس فكانت تتراقص بين ندم لا يطاق و إمتنان لتجارب مضت بين الحنين لما مضى و الرغبة الجامحة في المُضي قدما دون الإلتفات الى الوراء البائس .. و عن نفسي شخصيا كان كل اهتمامي موجه لضيف واحد الذي لولا حضوره كل ليلة للعرس المقام في مؤخرة رأسي لإنفجرت ذاكرتي ..

النوم ضيفي لا بل منقذي الوحيد من تلك الضوضاء المزعجة الوحيد الذي كان يريحني و القادر على جعلي أنسى .. ما تسمونه أنتم بالموت القصير اسميه انا راحتي رغم أنها على مدى قصير ...

إبتسام الغزي

النوم منقذي