إعتراف قدر
Malek Soltan - ملاك سلطان
في ليلة من ليالي الشتاء الباردة جلست فتاة شابة علي حافة الشرفة وحيدة و يكسوها كل الحزن و الالم ، لا يمكن لأي شخص تحمل ذلك البرد القارص لكن ما مرت به تلك الفتاة جعلها تائهة حتي إنها لا تشعر بقطرات المطر التي غطت يديها الممتدة التي تحاول الامساك بشيئ ربما خسارته مرة واحدة لا تعادل مكسبة الف مرة ..
ما لفت انتباهي حقا أن هناك شيئا ما شدني إلي تلك الفتاة ..نعم انها تشبهني كثيرا ..تشبه كل ذلك اللذي ضاع مني ..كل ذلك اللذي لطالما حاولت ترميمه و الامساك به مجددا لكنها أتت عاصفة شتاء قوية أثلجت فؤادي و ألقت به بعيدا ..لقد كنت اعلم انك كسيجارة ملعونة تحرق قلبي كلما أشعلتها ولكن ذلك الاشتعال المؤقت كان يمنحني دفئا أختبئ فيه في الليالي الباردة ..
لقد احببتك و أصبحت علي يقين بأن وعودك إلي كانت مجرد حروف ساكنة و لم يحرك لها ضميرا ، و القلب اللذي يهواك اليوم أصبح بلا ماضي فاليشهد العالم أن قلبي كان ينبض بك أما الآن فسلاما عليك انت و الحائط لأنه عندما تدق ابواب الكرامة سأقتل كل مشاعري. أصبح شيطان بلا ضمير و لكن دعني اخبرك سرا أنا اعانق ثيابك كل ليلة و لكني أستيقظ بذاكرة فارغة لا ادري كيف اصبح حالي يا كل حالي كل شيئ قابل النسيان الا انت لقد كنت رمزا للعبودية ..تبا لك لا أحد نبش اوراقي و لم يجدك ساكنا فيها لقد كان مجرد اعتراف ممزوجا بحزن عميق و كبريائي العنيد حتي القلم اللذي اكتب به الآن سال حبرا و قال لي اتركيه كما تركنا نشكو غيابة دعينا نتفق ..
لحسن الحظ انها ليست النهاية و لكنها حتما بداية خيبة جديدة ..لماذا لا تتوقف المدينة لثانية إحتراما لهذا الأمر و لكارثيته ؟ و لماذا لا يقف التاريخ ممسكا بدفتره ليدون هذا الحدث ؟ عندما يصبح لا شيئ جميل ، لا اوراق تتساقط و لا ورود تزهر سأحمل نفسي و أذهب بعيدا و سأتصكع في طريق الحزن لوحدي و سأفكر في زمان غير زماني ..أشعر أنني أخون الحقيقة سأشرب نخب وحدتي و نخب الماضي اللذي أصبح حاضرا ..سأشرب نخب وفائي الذي أصبح قتيلا في كف غدرتك و اللذي أقيمت جنازته في قلبي وإحتلت خطوط قلبي مكان الدموع السائلة و رحل الجميع و بقيت أنا علي حالي .
ملاك سلطان
Website Design Brisbane