أيقونة البدايات و النهايات #8

youssef-ben-salah-romanYoussef Ben Salah - يوسف بن صالح


جلس في ركن منزو كأنما يمنحه الاحساس بالامان و يراه أفضل موقع للدفاع عن النفس ربما يحسّ نفسه دائما في موقع المدافع هو مكان فاخر بالنسبة للعامة لكن له ماهو الا مجلس ضمّ بعض الحسان و بعض الذين يغدقون عليهم أموالا ما تعبوا أبدا في تحصيلها ..وضع النادل الذي بدا منزعجا من ذلك الجالس وسط المجلس يتحدّث بصوت أجشّ مرتفع أزعج الحاضرين أمامه زجاجتين خضراوين ..

سكب لنفسه كأسا فاضت جوانبه برغوة بيضاء تبعث في نفسه شهوة و رغبة في ارتشاف رضاب اشتاق له عبّه دفعة واحدة و رفع رأسه لتلتقي عيناه بتلك التي تجلس أمامه .. شعر فاحم قصير كشف عن جيد  زاده ضوء المكان جمالا و عينان لا يمكن قراءة مكنونهما وتوقف عن تأملها عندما انتبهت له و نظر في كأسه الغارق في الفراغ كأنما يذكره بنفسه .. لا يتحمّله احد عندما يغرق في حزنه كأنما خلق ليتجرّد من مشاعر الحزن أمامهم ..

لا يروقهم صمته أو تأملّه بل يجب أن يكون كما أرادوا له و هذا ضرب من المحال لشخصه العنيد .. رفع بصره إليها و هي تشعل سيجارة رفيعة تلائم شفتيها القرميزيتين المصبوغتين بلون طبيعي زادهما سحرا لا يقاومه ..

ارتفع في الأثناء صوت صديقنا الذي توسّط المكان ربما ليحرّك المكان من الرّتابة أو ليشوش عليه صفاؤه الممتزج بعواميد الدخان المتصاعد.. تمّ طرده من المكان في هدوء و عرف من همهمة البعض أنّه يدرّس الفلسفة في معهد ناء .. ربما لم تسعفه الظروف بالفضفضة و حتى في مكان كهذا تمّ قمعه و خرج دون   أن يتحدّث و يخطب في الحاضرين ..عاد ببصره يتأمّل جسدها على غير عادته فقد كانت  مفاتنها صارخة بصدر عامر كان دائما يخيّل له أنه ملجأ لمن يبحث عن الرّاحة و بعض من حنان الأنثى .. خخامرته فكرة مجنونة !! لماذا لا يقترب منها و يطلب مؤانستها أو هي  تستأنس به ..؟؟

 

يتبع  

يوسف بن صالح


أيقونة البدايات و النهايات #8