أيقونة البدايات و النهايات #1
Youssef Ben Salah - يوسف بن صالح
اندفع مع كوكبة النازلين من الحافلة بين تدافع فرضته الوضعية و آخر مقصود .ســار وسط صخب و ضوضـــاء درّب نفسه على تجاهله و عدم الاحساس به.مشى متأملا من يتجاوزه من المارّة فعادته الا يلتفت أبدا إلى الوراء رغم الإغراءات و تدافع الاجساد حولــه .ابتسم عندما تذكر أنّ البغل يغطّون له جانبي عينيه ليركّز على الطّريق امامه و لا يشغله عنها ما يدور حوله اشفق عليه لانهم لا يريدون له ان يرى سوى ما ارادوه لـــه .
تذكر روايات أبيه الشيقة حول بغال الدّاموس و كيف تعمل افضل من البشر لكن الجزء الذي يحزّ في نفسه هو نهاية هذه الكــائنات المجتهدة فعادة نهايتها تكون بقتل رحيم او موت جرّاء حادث شغل و يرمى كما تقول جدّته "لا ناحة و لا دافنة " ..
إجتثّه من نفق ذكرياته صوت زمجرة محرك و صياح فقفز جانبا فالهروب إلى الوراء دائما ممنوع حتى في احلك المواقف .. ارتطم بها و نفذت إلى انفه رائحة هي في الواقع مزيج من الزنبق و الياسمين .. و خصلات على وجهه تعاقبه على اندفاعه و صخب و صوت ميّز فيه ''... يا هذا !!! '' هول الزمجرة و الصّهيل و الضوضاء كلّه انصهر في رائحة مميّزة تتسرب إلى مسامه وانفه الذي كثيرا ما تغنّى و تباهى بقدراته العجيبة على تمييز الروائح .. اندفعت تشق طريقها إلى روحه ...روح ضمـــأى لمعانقة المجهول و تحدّي الموجود الذي لم يرضه يوما .. نفسه التي طالما انتشت برائحة التراب بعد المطر ..
Website Design Brisbane