أظل أنا
Amira Guesmi - أميرة القاسمي
أرجوك!
أغلق هذه النافذة و الباب .. و لا تتحدث بصوت عال على مسامعي. لا تسألني عن شيء و لا تقلق راحتي ..
لا تحاول إسترجاعي و لا حتى إتباعي. أنا هكذا ، ككومة الكتب على رفوف مراهق ، حديقة أرمل ! ريح عاصفة و مولولة، رذاذ مطر كزخ الرصاص ، لا أحمل في رأسي شيئا غير بعض التفاصيل المتداخلة ..
قهقهات أطفال في منعرج حي و صوت عميق يناديني ، أعرف هذا الصوت ، إنه صوت أمي تناديني .. لا بل إنها تصرخ في ، يداها تخترق جسدي النحيل .. تخترقني .. تحضنني بين ذراعيها فأتلاشى كلا شيء .. تضغط يدي فأنساب من بين أصابعها. تتحسس شعري ، ووجهي و تلك الشامة التي تزين رقبتي .. ثم يبتعد صوتها ، يغرق و يتلاشى .. أعود مهملة كما كنت .. في طرف الحائط ، في ركن البيت ، في أنفاسهم ، و شهقاتهم و زفيرهم الملون برائحة النيكوتين و القنب ..
ثم يغشوني البياض مجددا و أسمع صخبا عاليا ، أضع رأسي تحت وسادتي و أحاول النوم ، كما يفعل البشر الطبيعيون، لكن الأفكار تتلاعب فيه كأنني أجن، أتمدد أتكور أهرب أسافر أتشرد، و رأسي لا تزال تملأه الفوضى ، أضغط بيدي الهزيلتين و أحاول أن أتخلص منه لكنه يضحك و يقول أنه يحبني ، رأسي يحاورني، يشاورني، يضحك علي ..
أرميه
أشكيه
أبكيه
و ترنو بي الذاكرة
تكبر بي الخاطرة
و أظل أنا
صغيرة ، متعبة و ثائرة !
أميرة القاسمي
Website Design Brisbane