أشتهي صداقتك كفاكهة
Faiza Ben Chalbi - فائزة بن شلبي
إليكَ يا من بات قلمي يهفو إلى إحتضانكَ و دسكَ بين زوايا قلبي بعيدا عن كل عين حاسدٍ و حاقد.. أكتب إليكَ بعد مرور ما يقارب عن زمنٍ ليس هينا عليّ بالتخلي عنك بعد اليوم من معرفتي لكَ عن قرب وهنا أظن نفسي بل أؤكد لنفسي مع كل ثانية بل مع كل نفسٍ لك بإني أدرك تماما أن لا طاقة لمخلوقٍ يمكنه أن يشعر بكَ أو أن يعذركَ أو يرتجي قربكَ حتى مثلي, حد أني أبدو لك ساذجة في معظم الأحيان ,
صحيح أنك شخص مميز للغاية عن جميع أترابك و يحبك الجميع ولكن شخصك الفكاهي لا يحببنه الكثيرات لسبب بسيط سيدي العزيز الفتيات لا يحببنا "الكلون " …فتحير في أمرك َ و تقول ما أمر هذه الفتاة! أهي عاشقة أم أنها محتالة!
حسنا سوف أبوح لك بكل ما يحمله قلبي لكَ من ودٍ و حبٍ واحترامٍ و كل معاني الإنسانية التي تحتم عليّ ذلك ، لا بل أن شخصك المميز هو ما يفرضُ عليّ هذا فرضا لاذعا أحيانا ....أنا يا سيدي لا أُخفي عنك أمرا ..أنا نرجسيةٌ أحيانا، متكبرة بعض الشيء، مغرورة بعيناي ، أعشق أن يلاطفني رجل مثلك رغم أنه لا يحمل لي حبا بين خبايا قلبه فيهون عليّ ذلك كثيرا وحشتي البائسة.. لكن تجاهلك الدائم لي يقتلني … فلطالما راسلتك في أوقات متأخرة استنجد بك من نفسي فوجدتك كصخرة خرقاء, صلبة ,متبلدة لا تسمنُ و لا تعني من جوعٍ سوى أنها ترفسني تحتها في كل حين… إنني أشعر بالهوان و قلة الحيلة والضعف يسري في أوردتي كلما فغلت ذلك بي فأزدادُ حنقا فوق حنقي و أبتلع ريقي الذي بات يغلي كغلي الحميم... فالحب و الصداقة والإهتمام ثلاثة أشياء لا تُطلب وإن طُلبت فقدت معناها الحلوُ كحلاوة الفراولة المنغمسة في العسل الأبيض الناصع البراق كبريق عينيكَ...
أنا لا أنحني إلا لخالقي عند السجود أو تقبيل قدما والدتي طالبة رضاها....ولكن هاهو ظهري قد تقوس من شدة الإنحناء وذلك في سبيلك ... نعم في سبيلك سيدي ! …أدعو خالقي أن يزرعني في زاوية من قلبكَ في الطرف الأيمن حتى ....لكن دعائي لم يُقبل و ذلك ليس شُحا من إلاهي "أستغفر الله" فهو الكريم الرزاق بل لابد أن هناك خير كثيرٌ و حكمةٌ من خالقي أجهلها لضعف إيماني ..هنا أقف حائرة , باكية ,متسائلة أأٌنت خيرٌ أم شرٌ لي في حياتي !! ....كل شعور أشعره به تجاهك يجعل مني مستمتعة بأن أكون على هامشكَ… لِما أنا هكذا أحتقر ذاتي في حضرتك ,أتلذذ بضعفي معك و كأنه نبيذٌ ذا جودةٍ عالية أتلذذ بها دون أن أغيب عن وعي ..
أشعر بالضياع معك و دونك, أتسلى بالسهر معك و أكره إلحاحي عليكَ أحيانا بالبقاء ...أحب وصلك دائما و لكني أختفي أحيانا علني أحظى بحيزٍ من وقتك ...أتذكرُ غيابك عندما كنت تستعد لاختباراتك الجامعية فكانت الساعات و الأيام متبلدة ركيكة بعض الشيء و كأنك هنا توطأتَ معها عليّ ... لا مظهرك و لا حاجة لي فيكَ قد تثير اهتمامي العنيف بكَ كما تفعل أحرفك ,فهي التي تدفعني بأن أضعك فوق الكل كوردة حمراء فواحة أقطفها من حديقة بيتنا و لا أهديها الا لنفسي مثلما أنسُب كلماتك التي تخطها للكثيرات لاني ببساطة أجد نفسي فيها دون علمك ..... فذات لقاءٍ اكتشفت الكثير فلم ولن تكون عيناي جميلتان بل هما ساحرتان وأنا أنظر إليك في كل ما تقوم به وأنت على مرأهما ...كنت أرى عينيّ تشعان نورا تزهران بكثافة مهولة حد أني خلتُ في لحظة أن مكان تلك العدستيْن زهرتان حمروان ريحهما من عبق الجنة ...
أرى الحياة بعينيْك لا بعينيّ و الناس من حولي سراب بل أحتقر وجودهم على بكرة أبيهم و هنا أرى نفسي مجرمة بل سفاحة أكثر فلا تلمني لإجرامي هذا اللذيذ فقد باتت الأرض تدور حول عينيك و ضحكتك و لا أرجو غير ذلك من هذا الوجود المتناقض... فأنا أنشد للخلود للعمار لكل شيء جميل و مبهج ...أريد أن أكون إستثناء أريد أن أحتلك إحتلالا يليق بي و بما يحمله قلبي من فيضٍ من الحب لك ....ذلك الحب الذي لن ألزمك فيه بأنا تكون لي أو معي فيكفي حضورك ولو كان باهتا و باردًا… أريد صداقتك أكثر وأكثر بل أحتاجها فأنا أثق بك ولا أريد للفراق أن يحوم بيننا ..أدرك تماما اني متناقضة حد الهبل .... ثم أخيرا أتمنى أن أرافقك مرة في هذا العمُر تحت وقع زخات المطر أحب و أشتهي أن تشهد عينيكَ جنون تلك الطفلة الحبيسة في أعماقي .........صديقتك التي ستحبك دائما "قدر"
فائزة بن شلبي
Website Design Brisbane